بدرية .. كافحت حتى أصبح من أولادى الطبيب والمهندس والمعلم
هى نور الفجر .. مصباح الحياة .. ورمز الحنان .. مصدر سعادة وعطاء لاينضب .. هى مثال للأم التى وضعت حياتها بين أيدى أبناءها ونسجت من ثياب أحزانها فرح كست به أيتامها .. هى أم من ربوع الريف المصرى .. هى الحاجة .. بدرية مسعد راشد .. التى تروى قصة كفاحها قائلة : ولدت بقرية المقاطعة وتزوجت قبل أن أن أتم عامى العشرون ورزقت بأربع أطفال أحمد الله عليهم يوميا ً .. وخلال سنوات زواجى أصيب زوجى بالشلل لأربع سنوات مما دفعنى للخروج لسوق العمل وأنا لا أزال فى السادسة والعشرين من عمرى كى أحمل مسئولية زوجى .. طريح الفراش ..وأبنائى فلذات كبدى حتى توفى زوجى الأمر الذى جعلنى أقوم بدور الأب والأم معاً سعياً لتقديم حياة أفضل لاينقصهما شيء . ولم أكن أحلم طوال سنوات سوى بأبناء يكبرون كى يصبحوا من أفضل كوادر المجتمع وأحمد الله الذى كلل كفاح ثمانية عشر عاماً بالنجاح ليصبح لدى أربعة رجال تفخر بهم أى أم ويعتز بهم أى مجتمع كان منهم المعلم والصيدلى وطبيب الأسنان أما الأصغر فهو على وشك التخرج من كلية العلوم ولا أنتظر مقابل لتعبى إلا رؤيتهم ناجحين بارين مفيدين لأنفسهم ومجتمعهم .
أمينة رزق
.............................................................................................
سوسن .. الحمد الله الذى أكرمنى فى أبنائى وإستجاب دعواتى
الجنة تحت أقدام الأمهات .. مفردات بسيطة عبر بها الرسول الكريم عن مكانة الأم والقدسية التى تحظى بها فى الأسلام .. فنحن لم نقرأ عن نساء غربيات عرفن العاطفة ما عرفنا عن نسائنا .. وهذه قصة إمرأة وضعت من عوزها غنى لروح صغارها فقدمت قصة كفاح فريدة إختلطت فيها الدموع بالعرق ومشاعر الأرق والضنى بالحب والرضا لتؤكد أن الأم ماهى إلا عطاء متدفق بلا حدود .
إسمى سوسن عبد الله نصر البرعى .. تزوجت عام 1969 وكان زوجى يعمل كمحاسب .. فإنتقلت معه من بلد إلى آخر حتى قررنا الإستقرار فى قرية كفر دميرة الجديد مركز طلخا بمحافظة الدقهلية .. وقتها عشت الحياة مع زوجى .. بحلوها ومرها .. حتى وافته المنية ونفذ أمر الله عام 1991 تاركاً فى رقبتى خمسة أبناء منهم الكبرى كانت قد تزوجت .. وتستطرد قائلة :أخذت على عاتقى مسئولية تربية أبنائى بمفردى دون اللجوء إلى أى إنسان معتمدة على معاش زوجى الذى كان يكفى بالكاد ولكننى تحملت عبء الحياة التى أعيتنى كثيراً حتى وصل بى الحال بأمراض عديدة من سكر وضغط وكبد ونزيف رحمى ولكنى تحملت كى أتم رسالتى ليصبحوا أعضاء ناجحين فى المجتمع وعلى درجة من الخلق الرفيع ..فمنهم من أصبح طبيباً بشرياً حاصلاً على الماجستير ومنهم من أصبح طبيباً صيدلياً ومنهم من أصبح مهندساً والصغرى مازالت تدرس فى كلية الطب البيطرى وأحمد الله الذى أستجاب لدعواتى وأكرمنى فى أبنائى .
هند أشرف
.........................................................................................
نادية .. رسالتى لم تنته بتخرج أبنائى
الأم هى سبب سعادة الأبناء فى الحياة وينبوع الحنان ومصدر شعورهم بالدفء والأمان وهى العطاء المتدفق بلا حدود ودون إنتظار أى مقابل .
وهذه قصة أم جاهدت من أجل وصول أبناءها إلى بر الأمان مؤكدة أن الفقر واليأس والجهل والحزن ليسوا مبررات للفشل . بداية تروى ... نادية محمد السيد .. قصة كفاحها قائلة : توفى زوجى وأنا مازلت فى ريعان الشباب لا أقوى على العمل تاركا ً لى مسئولية ثلاثة أبناء وبنت ولم أعرف أى طريق أسلكه كى أصل بأبنائى إلى بر الأمان .. فأنا حاصلة فقط على دبلوم تجارة مما إضطررت للعمل فى إحدى المحلات حتى وصل إلى مسمعى يوماً ما أخبار مسابقة فى كلية الداسات الإسلامية فقررت التقديم فيها حتى حصلت على الوظيفة بتوفيق من الله كى أكون سبباً فى إحساس أبنائى بالفخر وعدم الخجل عندما يصبحوا فى مراكز عليا كما كنت أطمح .. وتستطرد وبالرغم من أن الراتب بالكاد يكفى المصاريف .. لم أيأس .. فأنا أحلم دائما لأبنائى بحياة فضل .. فقررت أن أقوم بتربية الدواجن .. الأمر الذى ساعدنى على تربية رغباتهم وحاجاتهم .. وأحمد الله كثيراً بعد أن وفقنى لأحصد ثمرات كفاح طويل متمثل فى أربعة أبناء أفخربهم أينما كنت .. فمنهم من يدرس الهندسة ومنهم من يدرس فى كلية الألسن والثالث فى المرحلة الثانية من الثانوية العامة أما ابنتى فهى لاتزال فى الشهادة الإعدادية .. وأنا أعلم تمام العلم أن رسالتى لم ولن تنتهى هنا .. فأنا أمامى الكثير حتى أطمأن على أبنائى ولكنى أعترف أن تكريمى أماً مثالية من قبل أعضاء مجلس الشعب والشورى أعطانى القدرة على المضى قدماً فى رسالتى ..
جيهان أحمد