حافظ الشاعر يكتب عن : بلد غابت فيها “العدالة” ودم أبنائها متفرق بين الكبار.. أحدثكم عن مقتل عجوز شها على يد عسكري الترحيلات!!

هاتفنى أمس فى ساعة متأخرة ،وكنت لتوى عائد من مستشفى الباطنة بالمنصورة أسأل عن عمل قسطرة قلب لسيدة لا تملك من حطام الدنيا شىء ،ففقرها يندى له الجبين وتتحسر عليه البشرية ،ومثل تلك العمليات تحتاج مبالغ باهظة ولا يوجد سوى مكانين لعمل تلك القسطرة بالدقهلية “الباطنة ومستشفى خاص جلورى”.
ما علينا..رديت عليه ؛فأخبرنى أنه بحث عن موبايلى حتى تمكن من الحصول عليه ؛وتحدث معى وصوته يكاد يبكينى من الحسرة والألم والظلم الواقع عليه .
فبدأ قائلا: اسمى “عمرو”..فخففت من وطأة ألمه قائلا له : اسم الغالى على قلبي ؛ تكرم من أجل الإسم ، فضحك ضحكة مملوءة حسرة ثم بادلته أكمل أخى عمرو ..فقال أنا مدرس بمدرسة الريدانية الفنية وحقى ضايع فى البلد دى ،وحاسس إن أبويا مش مرتاح فى تربته ؛لأن دمه راح هدر .

فقلت له :عايز التفاصيل ..فقال :ماشى ..يوم الجمعة 4/12/2015 الساعة التاسعة والنصف صباحا ،بمدخل سوق الكفر بالدراسات أمام البنزينه هناك ؛كان فيه عسكري ماشى بسيارة الترحيلات على سرعة عالية جدا ؛لأن اليوم كان الجمعة ومحدش كان ماشى كتير ووالدي كان معدي الطريق عشان يروح الناحية التانية يتسوق فى السوق ؛فخبطه سواق سيارة الترحيلات ،وسابه سايح فى دمه وولاد الحلال خدوه على المستشفى الدولى واتصلوا علينا ورحنا هناك فى المستشفى .

وفضل محطوط على جهاز التنفس الصناعى لحد يوم الوفاة ..وفوجئنا برتبة جاية وقال ..متقلقوش هنعمل اللازم ،فطلبت منه إن نودى والدى المستشفى العسكرى بالمنصورة ..فرد حاضر بس نقفل المحضر الأول .

وفوجئت بالعسكرى ويدعى “باسم .م.ا” سواق سيارة الترحيلات اللى خبطت أبويا يقول إنه كان ماشى على سرعة 25 كيلو متر وكان فيه سيارة مضيقة الطريق والتقيت الرجل ده اترمى قدام السيارة.
طبعا اعترضت وقلت فيه شهود والناس اللى شافوه قالوا إنه كان ماشى بسرعة عالية جدا ولم يقف عندما ضربه

فردت الرتبة ..امضى بس واحنا هننقله المستشفى العسكرى ..وخدوا نفسم ومشوا ..ويوم 13/12/2015 توفى والدى “السيد عبد الحى عبد المجيد”..فهجت بالمستشفى ورحت ترحيلات المنصورة لأقول لهم أبويا مات ومحدش فيكم سأل فينا ومرحناش المستشفى العسكرى ..لقيت الرتبة الكبيرة بيقولى (يا الله يا ابنى امشى من هنا ..هو أبوك كان عايز ياخد زمانه وزمان غيره).

ما حدث يضع علامة استفام كبيرة أمام المسئولين ..سيارات الشرطة التى تستخدم لخدمة الشعب وليست لخدمة أولاد البيه الفلانى ولا العلانى ،والسؤال :أين كان ذاهب هذا السائق فى تلك الساعة ؟ الكل يعلم أن سيارات الشرطة والمحافظة تستخدم فى غير الغرض المخصص لها ..فى توصيل ولاد البهوات لمدارسهم وحضنانتهم والتسوق لهوانمهم!!

أين العدالة فى روح زهقت بسبب اهمال “سائق” يعلم جيدا أنه مسنود من رتبته ،فيعث فى الأرض فساداً..هذا الموضوع أضعه أمام النائب العام للتحقيق وقبله رئيس الجمهورية ..فإلى متى سنظل هكذا تمتهن كرامتنا فى بلدنا؟!!
العدل يا رئيس الجمهورية ..أولى خطوات المساواة بين بنى الأمة.