الكاتب العراقى الكبير سعد الساعدى يكتب عن : أبواق مثقوبة ..
بدأت الاستعدادات من الآن لتهيئة ارضية مناسبة لوجوه جديدة كي تخوض الانتخابات البرلمانية القادمة ؛ فمنهم من استبدل ابنه عوضاً عنه ، ومنهم من جاء بأخته او زوجته بديلاً جديداً .
واتخذ بعض الحاشية موقف المدافع ، والمحامي عن الشعب العراقي الذي أثقلته المآسي ، واضناه الحرمان والعوز على حد وصف اولئك الزبانية الملمعين لوجوه اسيادهم الكالحة .
من على الصفحات الشخصية لمواقع التواصل الاجتماعي ، واوراق بعض الصحف برزت تطفو على السطح الدعوات للتخلص ممن جثم على صدور العراقيين طيلة السنوات الماضية بعد عام ٢٠٠٣ ، والمضحك ان من يروج لمثل هذه الاعلانات والدعايات الهزيلة هم من الذين مازالوا يقتاتون على بقايا أطعمة السيد المحصن ، أو الرجل المبجل باستخدام آلاتهم الجوفاء وفرشهم عديمة النفع ..
كيف يتقّبل العقل الواعي ، أو نصف الواعي دعوة من رجل هو أصلاً صاحب مركب مع الآخرين في نهر الفساد المتعفن .
ورغم وقاحة هذه الشخصيات الانتهازية على اطلاق تلك الدعوات مغطاة بغلاف الوطنية ، والانسانية الاّ انهم في حقيقة الأمر وسيلة كاذبة للترويج ببقاء كراسي تكاد تسقط ، ولكن بفنون دعائية ، وفبركة اعلامية توحي بالتخلص من الفاسد الأصلي وانتخاب البديل الجديد تحت حماية سلفه صاحب القوة والسطوة والنفوذ .
من بعض هذه النماذج ( خدّام الفساد ) من يدعو الآن لنفسه كمرشح جديد للبرلمان ، وبعد ان كانت معزوفاته طائفية تحولت الآن انقاذية وكأنه المخلص المنتظر ، أو احد أعوانه الابطال لتخليص المواطنين الابرياء من ظلم المتسلطين ؛ في حين يتناسى سرقاته وثرواته الطائلة التي جمعت في اقل من عدة سنين ، وكيف كان أحد المتزلفين للسلطان ، والمخادعين للرعية تحت مظلة المظلومية ، وغطاء التدين الزائف من اجل المصالح ، وفقط المصالح ، وتكديس الأموال هي هاجسه الأول والأخير ؛ أمّا الوطن ، والمواطن فليذهب الى حيث يشاء طالما هو منتفع من اسياده الذين يغدقون المنافع عليه في السرّ ، والعلن .
وتصح المقولة التالية :
أن البوق المثقوب لا يُصدِرُ الاّ أصواتاً نشازاً تؤذي السامع ويلهو بها عازفها المتسكع ، فهؤلاء ابواق نفد هواؤها ، ونفقت أرواحها ، وباتوا يستجدون العطف لكبرائهم بعد ان أيقنوا ان جمعاً مهماً من الناخبين سيتحولون الى غيرهم لانهم اكتشفوا سواد صحائف الماضين وقرروا ان تكون اوراقهم الانتخابية لاتحمل الاّ اسم ابن الوطن الأصيل صاحب المبادئ والخلق المتفاني في حب بلده ؛ لا أن يكون أحد الذيول المستعارة من بقايا النفايات ؛ وبات الآن شبه المؤكد ان من كان عازفاً عن المشاركة الانتخابية سيتحول الى ناخب متحمس يقف مع الصالح المخلص لاسيما بعد ظهور شخصيات وطنية ستتصدى للترشيح قالت كفى جلوساً في البيت لان الشارع امتلأ بالمفسدين ولابدّ من التغيير ، وما تسرّبَ عن مرجعيات دينية وشخصيات هامة بانتخاب الاصلح والمعروف بحبه للوطن حين قالوا :
انتخبوا النزيه حتى وإن كان من غير دين أو طائفة ، لا تنتخبوا الفاسدين لانهم شرّ على البلد ، ولا تروجوا للاحزاب الفاسدة ... ما يعني أن تحولاً نحو شخصيات جديدة معروفة بوطنيتها وكفاءتها سيغير المعادلة وإن بنسب معقولة ، وأن الناخب العراقي بدأ يفهم ما يدور خلف الكواليس ، وما يحتاجه هو تكثيف نشر الوعي خلال الثلاثة أشهر القادمة بضرورة انتخاب الأفضل .