«بى. بى. سى»: المصريون لا يعرفون ما الذى يريدون.. «جمال» أم «البرادعى»؟

اعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» أن الإجماع على اختيار خليفة للرئيس حسنى مبارك أبعد ما يكون عن أذهان المصريين، وأضافت فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى أمس الأول، تحت عنوان «ما الذى يريده المصريون»، أن عدداً لا بأس به من المواطنين غير المحسوبين على النظام يعتقدون أن جمال مبارك سيكون امتداداً للاستقرار الذى ترسخ فى عهد أبيه.
ويقول التقرير الذى كتبه أحمد صلاح زكى: «من المعروف أن الشخصية المصرية تخاف التغيير، وتعتقد أن المجهول يحمل الأسوأ بالضرورة. لذا فإن اختيار جمال مبارك هنا لا يأتى من جاذبية برنامجه السياسى بقدر ما يحمله اختياره من توافق مع إحدى السمات الرئيسية للتفكير العام للمصريين».
ويضيف: «لكن فى بلد أغلبيته لم يعرفوا حاكماً غير مبارك، فإن للتغيير خارج بيت مبارك جاذبيته أيضاً، فعدد كبير من الذين تفاعلوا معنا عبر البريد الإلكترونى فضّلوا أن يكون الرئيس القادم هو محمد البرادعى المسؤول الدولى الذى عاد إلى مصر مؤخراً، من أجل إعلان برنامجه للتغيير، وبالنسبة لمن طرحوا اسم البرادعى فإن الحل المستورد من الخارج بدا لهم الطريق الأمثل للتخلص من الوجوه السياسية المرشحة التى تبدو بالنسبة لهم أوراقاً تخدم جمال مبارك أكثر من كونها منافساً حقيقياً له».
ويقول: «على الجانب الآخر يقف عدد آخر ـ ومعظمهم من المؤيدين لفكرة تولى مبارك الابن الحكم خلفاً لمبارك الأب ـ فى الموقف المعارض لترشيح البرادعى تحت شعار أنه سوف يكون (ممثلاً للغرب)، وأنه كان بعيداً عن الوطن فترة طويلة، فمن أين له إذن أن يعرف سعر رغيف الخبز أو أسطوانة البوتاجاز؟».
السيناريو الثالث للتوريث ـ حسب «بى بى سى» ـ الذى يلقى استحساناً لدى عدد لا يستهان به من المصريين، هو أحد رجال الجيش المصرى، فالجيش يُنظر إليه من قبل غالبية المثقفين المصريين على أنه «مدرسة الوطنية المصرية».
وقال: «تبقى كل هذه الخيارات والسيناريوهات المفترضة حبراً على ورق، وهى تعبر عن رغبات وآمال أكثر ما تعكس واقعاً أو لديها ما يؤكدها.. فسيناريو جمال تقف أمام تحقيقه فكرة أن ولاء الجيش لمبارك الأب لا يورث ولا ينتقل إلى من هو ليس عسكرياً، أما سيناريو البرادعى فيقف أمام تحقيقه أيضاً الجيش، بالإضافة إلى قاعدته الشعبية التى تبدو حتى اللحظة محصورة فى النخبة الثقافية المصرية والمهتمين بالعمل السياسى».