نار الأسعار تدفن المصريين تحت خط الفقر

يواجهون
الغلاء بالكوارع والهياكل

نار الأسعار تدفن المصريين تحت خط الفقر Kopfschuettel

نار الأسعار تدفن المصريين تحت خط الفقر

زادت الأسعار في شهر رمضان الكريم ، ومع الأزمة
الاقتصادية والتهاب أسعار اللحوم تعجز بعض الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل عن سد
بعض الاحتياجات الأساسية ، وخاصة مصادر "البروتين" ، لذا يتبعون المثل
الشعبي القائل " على أد لحافك مد رجليك".

وفي الوقت الذي أفادت فيه
الإحصائيات وجود عدد لا بأس به من المصريين تحت خط الفقر ، تتزايد التساؤلات حول
كيفية التعامل وسد الاحتياجات خلال الأيام القادمة.

يذكر أن تقرير "الحقوق
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في عام 2009" الصادر عن مركز هشام مبارك
للقانون ، الذي يرصد حقوق الإنسان جاء مخيباً للآمال فيما يتعلق بالمستوى المعيشي
الملائم للفرد ، رغم الأرقام التي تصدر عن عدة جهات مسئولة تهون من هذه النسبة،
إلا أن الواقع يكذبها بشدة ، فقد أوضح التقرير أن حوالي 16 مليون مواطن يعيشون تحت
خط الفقر المدقع وفقاً لأرقام صادرة عن تقارير حكومية.

واعتمد التقرير علي كل ما نشر عام
2009 في الصحف والوسائل الإعلامية من تقارير وأخبار تخص هذه الحقوق، وأيضا
إحصائيات وأرقام الجهات الرسمية في مصر.

وأشار التقريرإلى أن خانة الفقر
المدقع في مصر، تضم من يحصلون على 142 جنيها شهرياً، وهو مستوى أقل بكثير من خط
الفقر وفقا للمعايير الدولية، بل وفي المعايير الحكومية في مصر، مما يوضح التناقض
الشديد بين سياسات وتصريحات الحكومة، والواقع الفعلي للمصريين ، فقد وضعت الحكومة
مستوى 205 جنيهات شهريا في خانة من يعيشون تحت خط الفقر المدقع، بينما لا يوفر
معاش الضمان الاجتماعي سوى 120 جنيها شهريا لأسرة مكونة من 4 أفراد.

وأمام الدخل الصغير الثابت الذي
لا تزحزحه الأيام أو الغلاء ، ليس عجباً أن يواجه المصريين ارتفاع أسعار اللحوم
والدجاج باللجوء إلى طرق بديلة تغنيهم عن
الحرمان ، حيث وجدوا أن أفضل بديل للدجاج هو الاستغناء عن بعض أجزائها كالصدر
والورك والاكتفاء بـ"الأرجل والأجنحة "أو كما يطلق عليها البائعين
"الهياكل" بعد أن وصل كيلو الدجاج إلى 17 جنيه.

يقول أحد بائعي الدواجن خلال
تقرير برنامج " 90 دقيقة" على قناة "المحور" : "هياكل
الدجاج والعظام كنا نتخلص منها في البداية ، ولكنها الآن تباع بـ 7 جنيه للكيلو ،
بل أن الأرجل تباع وتحجز قبل الأوراك أو الفيليه وباقي أجزاء الدجاجة " .

وعلق أحد المواطنين قائلاً : نعم
لا أتناول سواها بعد ارتفاع أسعار الدجاج"الحالة بقت نايمة" ، أما بائعة
الفول فصرخت بأعلى صوتها : طبعاً أتناول الهياكل "واحدة زيي صاحبة عيال ،
إزاى أجيب الفرخة بـ30 جنيه .. هو دخلي بقي كام؟ .. أنا أعمل على عربية فول
"وبجيب الجنيه بالضالين".

وعن طريقة التعامل مع هياكل وعظام
الدجاج تقول أم تحمل طفلها وقد بدت عليها ملامح الشقاء : "أغسل الهياكل جيداً
، ثم أسلقها ، وأطبخ عليها الملوخية أو أى مأكولات أخري".

أما اللحوم فأصبح بديلها
"الفشة" و"الكرشة" و"الطحال"أو ما يطلق عليه
الجزارين "الحلويات" التى يبلغ سعر الكيلو فيها 6 جنيه .

وعن رواج "حلويات"
العجل يقول أحد الآباء أثناء تواجده لدي الجزار : الحلويات "هي اللي ماشية
دلوقتى" أما اللحوم فلا تجد من يشتريها الآن لارتفاع سعرها ، ويضيف : "
أنا رجل صاحب بيت ولدي أربع أطفال "أجيب كيلو اللحم بـ 50 جنيه" ولن
يكفي الأسرة ، إذا فالبديل الأمثل هو "الفشة والكرشة" وغيرها .

ويري آخر أن شراءه لكارع مع طبق
الشوربة والفتة ، أفضل من شراء كيلو من اللحم ، وبحسب تعبيره "أهي العيال
يبقي اسمها كلت كوارع" وتشبع ، ويتعجب أحد الرجال "الشقيانه"
ويتسائل : معظم الدخول ضعيفة ، وإذا اشتري رب الأسرة 2 كيلو لحمة في الشهر سيكلفه
الأمر 120 جنيه ، مع أربع أولاد "هيكفيهم لحمة منين" مع خضار وأرز !

» من سرق فرحة المصريين بشهر رمضان ؟!
» بيان من حب المصريين الأحرار يتهم جامعة المنصورة بمحابة الإخوان
» خبراء :الفساد ضاعف الفقر والرشاوي عطلت الدور الرقابي للإعلام
» تقرير حقوقي مصري: 16 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر المدقع بسبب الحكومة