قناة فضائية إسرائيلية جديدة باللغة العربية على النايل سات المصري
في الوقت الذي فشلت فيه إسرائيل في إنشاء قناة باللغة العربية موجهة للشرق الأوسط أكثر من مرة ، وكان آخرها منذ عدة أشهر، وفي خطوة موازية تكشف مدى الاهتمام الإسرائيلي باختراق الفضاء الإعلامي العربي مجدداً ، طرح مجلس البث الفضائي " الإسرائيلي " مناقصة لإنشاء قناة تليفزيونية تجارية باللغة العربية يتم بثها مجانًا .
وهذه القناة التي ستوجه للعالم العربي بشكل أساسي ستساهم في شرح مواقف الحكومة الإسرائيلية لأكبر شريحة من المشاهدين العرب في جميع أرجاء العالم بعد الفشل الإعلامي الإسرائيلي و العجز عن إحداث اختراق جدي للرأي العام العربي ، وتشرف عليها الحكومة الإسرائيلية معتبرين إياه خطوة هامة في عرض مواقف الحكومة على العالم العربي وللحد من تشوه صورة إسرائيل ، ويذكر أن القرار بتدشين القناة الفضائية الإسرائيلية جاء للحيلولة دون تدشين قناة فضائية خاصة يشرف عليها إعلاميون من فلسطينيي .
و يتكون طاقم القناة الإسرائيلية الجديدة من حوالي ثمانين شخصاً و يضم مذيعات و مذيعين يتحدثون بالعربية و مقرها حيفا ، و يرى بعض الخبراء أنها وسيلة مدروسة و ذكية لاجتذاب الشباب العرب نحو عالم من الأفكار و المفاهيم بعيداً عن السياسة و بصورة تخفف من درجة الميل نحو الثقافة الفلسطينية الوطنية و التيارات السياسية المعارضة للاحتلال الصهيوني .
وذكرت صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية أن إسرائيل بدأت في تعيين فريق للعمل في هذه القناة ، وتبحث عن مراسلين لها في بعض من العواصم العربية والعالمية الهامة بداية من القاهرة وأنقرة وعمان و عدد من الدول الأخرى ، وأشارت هآرتس إلى أنه يقف وراء إطلاق القناة مجموعة من اليهود والعرب الذين يأملون في ردم ما يسمى " الهوة " بين كل من اليهود والعرب ، و هو ما يعني اعتماد تغطية التواصل للقيام بالاختراق و كسر حاجز العداء العربي الذي رسخته مذابح غزة و حرب لبنان ، و تصاعد مسار التهويد و الترحيل الذي يساق إليه الشعب الفلسطيني بصورة متزايدة .
وأوردت صحيفة " يديعوت أحرانوت " الإسرائيلية في تقرير عبر موقعها الالكتروني أن حوالي 1.2 مليون شخص من عرب إسرائيل يشعرون بالإحباط من القنوات الإسرائيلية ، حيث إن القناة الجديدة التى سيتم إطلاقها باللغة العربية ستكون هامة بالنسبة لهم .
يشار إلى أن إسرائيل حاولت مرارا اختراق الحصار الإعلامي عليها وكسر المقاطعة لكنها لم تنجح ، حيث أن فضائيتها التي تبث باللغة العربية لم تبث عبر " النايل سات " وكذلك أفلامها السينمائية الدعائية لا تعرض في مهرجانات العالم العربي ، ولا يتواجد مطربوها داخل مصر أو الأردن ، ويذكر أن إسرائيل كانت طرفاً في أزمة فنية مؤخرًا في مصر ، على اثر عرض فيلم "شبه طبيعي " للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافاييل ، في مهرجان " لقاء الصورة " الذي نظمه المركز الثقافي الفرنسي في أبريل نيسان الماضي ، ما دفع مجموعة من الأفلام المصرية إلى الانسحاب من المهرجان.
يقول إبراهيم سليمان : أتمنى ألا يتأثر من يشاهد هذه القناة بوجهة النظر الإسرائيلية والتي تحاول إيصالها للمجتمعات العربية وهو الهدف من إنشاء هذه القناة ، بل تزيده إصراراً على التمسك بالحقوق المشروعة وان المقدسات الإسلامية والمسيحية لا تعود إلا بالجهاد وليس بالمفاوضات وان الصراع بين المسلمين والإسرائيليين هو صراع وجود وليس صراع حدود .
ويقول محمد حسنى : هل تعتقد السلطات الإسرائيلية أن مسألة الاحتلال يمكن أن تعالج بحملة علاقات عامة يكفي فيها أن يخاطب القوم بما يفهمون ؟؟ وهل تأمل الحكومة الإسرائيلية ألا يعتبر العالم العربي هذه القناة التليفزيونية قناة عدوانية بينما يعتبر الدول التي تمولها وتوجهها دولة عدوانية ؟؟ .
ويتساءل احمد على : كيف يكون هدف القائمون على القناة الإسرائيلية الناطقة بالعربية هو تحسين صورة إسرائيل لدى الرأي العام العربي بالرغم من ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم مستمرة ؟؟ ألا يعني هذا أن مهمة هذه القناة هي مهمة مستحيلة فكلما أرادت أن تقول أشياء نطق واقع الاحتلال بحقائق أخرى وأشياء أخرى .
ويقول محمد خليفة .. هذه القناة بالتأكيد سيتم بثها على القمر الصناعي " هوت بيرد " ويجب على كل مسؤلى مصر المختصين بإدارة النايل سات والإذاعة والتليفزيون ووزير الإعلام ألا يوافقوا على إعطــاء أي إشارة بث لقناة إسرائيلية على القمـــــر الصناعي المصري " نايل سات " .
ويقول احمد الصاوي .. دى فرصة كبيرة عشان نوصل للشعب اليهودي إيه هي صورتنا الحقيقية وان حكومات اليهود بتدمر شبابنا العربي وياريت نساعد القناة دى ونخليها قناة تبين صورتنا للجميع .
ويضيف سعد جلال .. العالم مش بيتابع أخبارنا ، العالم بيتابع أخبار إسرائيل ، فإحنا نوصل للعالم صورة طيبة عن الشعوب العربية عن طريق القناة الإسرائيلية والتي بالطبع ستستحوذ على نسبة مشاهدة عالية .
خالد العدل