تخريب العقول العربية

على حين غفلة ..وعلى غير المألوف ..انقلب السحر على الساحر، وتمرد الجن على صاحبه، وخرج الجن من داخل القمقم الأمريكي؛ بإعلان حالة التمرد والعصيان ، وكشف جميع الفضائح الأمريكية المعروفة والسرية ، ونشر الوثائق المستخبية .. سواء كانت هذه الوثائق ضد الأصدقاء والعملاء أو ضد الأعداء والمعارضين ؛ لكننى أشك كثيرا فى تسريب هذه الوثائق ؛ لأن هناك أسئلة كثيرة لابد من طرحها وهى: كيف خرجت هذه الوثائق من المطبخ الأمريكي؟! وهذا المطبخ داخل البنتاجون وهو خاص بالمخابرات المركزية الأمريكية.. التي تعرف دبة النملة فى الليلة السوداء ، وكيف استطاع جندي استرالي متطوع لمدة
ستة شهور فى حرب العراق من جمع هذه الوثائق السرية ، والحصول عليها بهذه السهولة أثناء الحرب. بعيدآ عن عيون المخابرات الأمريكية؟!، وهل كانت هذه الوثائق موضوعة على الرف حتى يستطيع أي جندي من الحصول على هذه الكمية الكبيرة من الوثائق السرية؛ ثم يقوم بتصويرها ونشرها؟! وهل كانت المخابرات نائمة فى العسل العراقي وسرقة البترول العراقي ..أم أن المخابرات كانت مشغولة فى جمع جثث الجنود القتلى والجرحى التى بلغ تعدادها أكثر من ربع مليون جندي ما بين قتيل وجريح ؟!وكادت الجنود تفقد عقولها ،ويقتلون بعضهم البعض من شدة الخوف والفزع من شراسة المقاومة العراقية الباسلة التى كانت تحاصرقوات التحالف ، وتحصدهم كما تحصد النار الأشجار اليابسة ؛ لكنني رغم هذه الضجة الإعلامية والمسرحية الهزلية فاننى أشك كثيرا فى تسريب هذه الوثائق ..لأنه لايمكن لأي جندي متطوع أن يقوم بجمع مثل هذه الوثائق فى حرب كتلك التى فى العراق ، وكان الجنود لا يستطيعون حتى الهروب من أرض المعركة. إلا بطريقة واحدة وهى الانتحار.. فكيف استطاع هذا الجندي المدعو جوليان من جمع هذه الوثائق السرية وتصويرها ،وهل كانت عنده الشجاعة والبسالة والإطمئنان ويقوم بجمع هذه الوثائق وهو يعلم أنه لن يعود مره أخرى من أرض الجحيم ؟
ولكنني أعود وأقول كما قلت فى بداية المقال أنني أشك كثيرا فى هذه المسرحية الهزلية .وأشك أيضا فى تسريب هذه الوثائق المزعومة وما هذه الضجة الإعلامية إلا لعبة قذرة من ألاعيب السياسة الأمريكية التى تمارسها فى كل مكان وكل زمان ، وهى غرس بذور الفتنة الطائفية بين القبائل والعشائر فى الوطن العربي لتمزيق الوطن الواحد إلى عدة أجزاء .لأن أمريكا تقوم بتخريب العقول قبل تخريب المدن والأوطان وبعدها تقوم الكباش العربية والإفريقية بالتناطح وتكسير القرون وإسالة الدماء بين الأشقاء والأشقياء .كما فعلت فى العراق بين السنة والشيعة ،وكما فعلت فى البوسنة والهرسك وأفغانستان وجنوب اليمن وجنوب السودان وجنوب المغرب فى الصحراء المغربية ..وأخيرا ساحل العاج لأن السياسية الأمريكية القذرة تقوم دائمآ بزرع الفتنة الطائفية وإشعال الحروب وتمزيق الوطن الواحد إلى عدة أجزاء حتى تستطيع الحية الإسرائيلية من ابتلاع الجميع .وأخيرآ أقول : إذا كان البغل الإسترالى صاحب موقع ويكليكس المدعو جوليان قد حصل على هذه الكمية الكبيرة من الوثائق السرية. فلماذا تم اعتقاله وأفرج عنه؟ ولماذا لم يتم اغتياله؟ ولماذا تركته المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي يصول ويجول وينشر الفضائح الأمريكية ؟ أليست هذه خيانة عظمى للأمن الأمريكي أم أن هذا الإسترالى يحمل بطاقة الحصانة البرلمانية مثل نواب القروض ونواب العلاج على نفقة الدولة الأمريكية مجرد سؤال؟!بقلم :عبد الحميد زعزوع

عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 17/10/2010

فعلا مشكور على هذا المقال الصحفى

هل كلهم كانوا نايمين فى العثل عند خروج الوثائق التى تدين امريكا واسرائيل

ام اصبحت الشعوب العربيه امام الجميع كالمسرحيه المضحكه

يرون العرب يقضى بعضهم على بعض داخل الدوله الواحده

وبالفعل دخلوا ليبا لبترولها وليس لحمايه شعبها

فهم يبيدوا الشعب ولم يحموه