خبراء :الفساد ضاعف الفقر والرشاوي عطلت الدور الرقابي للإعلام

خبراء :الفساد ضاعف الفقر والرشاوي عطلت الدور الرقابي للإعلام
حذرت الدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة من خطورة تنامي معدلات الفقر في مصر.
وأوضحت أنه طبقا لأرقام الجهاز المركزي للمحاسبات فإن نسبة الفقر بلغت 23% بين المصريين وان 77% من أهالي الريف فقراء .
جاء ذلك في محاضرتها التذكارية بعنوان (هوامش علي دفتر الإعلام وقضايا الفقر في مصر ) في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي السادس عشر لكلية الإعلام جامعة القاهرة (الإعلام وقضايا الفقر والمهمشين : الواقع والتحديات ) الذي اختتم أعماله أمس الخميس في القاهرة .
وأضافت بأن تقرير الأهرام الاستراتيجي يشير إلي أن في مصر 36 مليون يقل دخلهم عن دولارين في اليوم أي تحت أنهم خط الفقر إضافة إلي 21مليون فقير اي ان ثلثي المصريين يعانون من مشاكل اقتصادية حادة .
وأشارت إلي أن منظمة الأغذية والزراعة الدولية أوردت إحصائية تشير إلي أن 60% من المصريين يعانون من سوء الأغذية بينما أكدت منظمة العمل الدولية أن نسبة البطالة في مصر وصلت إلي 23% وقال أن مصر بظروفها الحالية وطبقا لهذه المؤشرات أصبحت من دول العالم الرابع وليس الثالث .
الغرب يمارس سياسة الافقار
ولفتت د. عواطف إلي أن الفقر له أسباب دولية وأخري محلية وبالنسبة للأسباب الدولية أشارت إلي أن الدول الكبري تتبع سياسة الافقار المتعمد تجاه الدول النامية.
ولفتت إلي أن الشركات متعددة الجنسيات والمستثمرون الأجانب يأتون إلي الدول الفقيرة بزعم أنهم سيجلبون الخير العميم للفقراء فإذا بهم يستهدفون تحقيق اكبر قدر من الأرباح والمكاسب واستنزاف الثروات علي حساب أهل البلد الأصليين .
وأوضحت أن التحرر من الفقر هو المقياس الحقيقي لتحرر الدول وليس مجرد التحرر والاستقلال السياسي لافتة إلي أن هناك صعوبة في تحديد عدد الفقراء في العالم.
وان هذا العدد يصل إلي 2 مليار نسمة من أصل ستة مليار ونصف المليار هم عدد سكان العالم بسبب سوء توزيع الموارد نتيجة عشوائية اتخاذ القرار وخضوع قرارات حكام دول الجنوب الفقير لرغبات الدول الكبري .
وقالت : إن 40% من سكان العالم يحصلون علي 3% فقط من عوائد التجارة العالمية في حين أن الدول الغنية التي لايمثل سكانها سوي 14% من سكان العالم يحصلون علي 75%من أرباح التجارة الدولية في الوقت الذي توجد فيه 78 دولة تعاني من قلة الغذاء.
ولفتت إلي انه بالنسبة لأسباب الفقر المحلية فهي ترجع إلي الفساد المستشري نتيجة زواج السلطة بالثروة مشيرة إلي ان تقرير منظمة الشفافية الدولية يضع مصر في المرتبة 111علي مستوي العالم بالنسبة للدول الاكثر فسادا و أنه يجب العمل من أجل تغيير ما نحن فيه .
ونبهت الدكتورة عواطف إلي أن الإضرابات والاعتصامات التي تعم اغلب مدن مصر في الفترة الأخيرة بسبب تردي الاحوال الاقتصادية للكثير من فئات الشعب وتزايد الفساد قد تدفع النخبة الحاكمة إلي التغيير السلمي للأوضاع .
في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية للتخفيف من حدة الفقر ولكنها لن تحدث التغيير الحقيقي المنشود الذي يستهدف القضاء علي الفقر والاسباب المؤدية إليه واهمها فساد طبقة رجال الاعمال المتحالفة مع السلطة .
وأشارت إلي أن الدور السلبي للإعلام في معالجته لقضية الفقر والفقراء يرجع إلي غياب الرؤية الصحيحة لمفهوم الفقر لدي الإعلاميين .إلي جانب غياب التحقيقات والحملات الإعلامية المناصرة للفقراء وعدم توفر المعلومات الموثقة لان الحكومة تصر علي حجب المعلومات عن الصحفيين .
وكشفت النقاب عن أسباب عدم فاعلية دور الإعلام في تعرية المتسببين في إفقار المصريين وهم طبقة رجال الأعمال الفاسدين المرتبطين بالسلطة والذين يستخدمون الإعلانات كوسيلة لرشوة الصحف والصحفيين وإسكات الأقلام الشريفة التي تتبني قضايا الفقراء وتفضح الفاسدين .
الحركات الاحتجاجية
وفي دراسة (حول الحركات الاجتماعية الاحتجاجية وتحديدا الحركة المصرية من اجل التغيير كفاية وموقع حركة 9 مارس وموقع حركة شباب 6 ابريل ) .
والتي اجراها الدكتور حسين أبو شنب عميد كلية الإعلام جامعة فلسطين بالتعاون مع الدكتور ماجد سالم تربان أستاذ الصحافة بجامعة الاقصي .
تبين أن الخطاب الإعلامي لتلك الحركات يتمحور حول جانبين هما الواقع المثالي المنشود والواقع الفعلي المحبط وغير المحتمل .
وأظهرت الدراسة أن هناك علاقة بين مستوي العنف والملاحقة من جانب السلطة للحركة ونشطاءها وبين عنف الخطاب المنشور عبر إعلام هذه الحركات.
فكلما تنامي مستوي العنف الحكومي تنامي في المقابل مستوي عنف الخطاب وأصبح أكثر اتجاها إلي النقد العنيف لممارسات السلطة .
خطورة " الفقر المعرفي "
وأوضحت الدراسة أن الكتابات والخطابات المنشورة علي مواقع تلك الحركات انشغلت بعرض وتشخيص الوضع القائم بكل ما يحمله من سوء وقهر وحرمان وعدم القدرة علي الوفاء بأبسط تطلعات المواطنين.
مشيرة إلي أن هناك إلي جانب ذلك انشغال بالحديث عن الواقع المأمول وسماته الأساسية وكيفية الوصول إليه .
وقالت الدكتورة ثريا البدوي الأستاذ بكلية الإعلام معالجة قضايا الفقر إعلاميا لن تكون مجدية وذات فاعلية طالما ظل المسئولين مصرين علي موقفهم من تجاهل رأي الأكاديميين من أساتذة الإعلام وعدم الاستفادة من البحوث والدراسات التي أجهدوا أنفسهم في إعدادها وبها الكثير من التوصيات والنتائج المهمة .
ومن جانبه لفت الدكتور حسين أبو شنب عميد كلية الإعلام بجامعة فلسطين الانتباه إلي خطورة "الفقر المعرفي" وهو غياب المعلومات عن تاريخ القدس وفلسطين وما يتعرض له المسجد الاقصي من تهويد علي يد إسرائيل لدي الأجيال الحالية من الشباب .
مؤكدا أن هذا النوع من الفقر يقلل الانتماء تجاه الوطن والأمة العربية والإسلامية ويجر أجيالنا نحو الانسلاخ عن تاريخهم وحضارتهم العربية وعدم الوعي بالمخاطر التي تهدد وجودنا .