السعيد حمدى يكتب عن : الانتخابات بين المؤيدين والمشككين
نقبل فى مصر هذه الأيام على انتخابات رئاسية خلال أسابيع و هناك الكثير من الآراء المختلفة حول تلك الانتخابات القادمة فهناك من لا يؤمن بجديتها من الأساس ويرى أنها مجرد إجراءات شكلية تمهد الطريق لفترة رئاسية جديدة للرئيس الحالى وهناك من يرغب فى التغير الحقيقى ويرى أنها السبيل الأمثل له بعيدا عن الصراعات التى ربما تنهك البلاد فى الوقت التى لم تعد تحتمل فيه ذلك وهناك صنف ثالث لا يعنيه كل ذلك لأنه يرى أنه سواء تمت الإنتخابات أم لم تتم فانه يجب أن يكمل الرئيس الحالى فى منصبه إلى أجل غير مسمى ويرى ذلك النوع أن الرئيس هو الدولة ومجرد التفكير فى تغيره يعتبر خيانة عظمى وأيضا أى شخص يفكر فى خوض الإنتخابات ويهدف للفوز هو عدو للوطن وقد بدى ذلك حتى من بعض الإعلاميين حيث يتم تشويه كل مرشح يعلن عن نيته للترشح خاصة إذا جاد فى ذلك وأقول جاد لأن هناك بعض المهرجين الذين يخرجون من وقت لآخر يعلنون الترشح والكل يعلم حقيقتهم ، والسؤال هنا لماذا نقوم بإجراء إنتخابات إذن مادام هناك من يحمل هذه الأفكار و إذا كان الرئيس الحالى نفسه يقدم نفسه كمرشحا رئاسيا فى انتخابات مقبلة وليس استفتاء فكيف لا يتقبل البعض فكرة وجود منافسين .
المشكلة تكمن هنا فى مفهوم الدولة لدى البعض وعدم قدرتهم على الفصل بين النظام السياسى والدولة ككل والفارق كبير لأن النظام طبقا للدستور يأتى عبر إنتخابات حرة متمثلا فى شخص الرئيس وتغيره ممكن عبر إنتخابات أيضا وكذلك الأمر فى كل الدول التى إرتضت الديمقراطية لها سبيلا أما الدولة كمؤسسات وشعب فهى باقية ودائمة وذلك ما يجب فهمه جيدا لدى الجميع بل وترسيخه فى نفوس الناس لأنه لا يمكن أبدا أن تنهار دولة بذهاب شخص مهما كان ولكن من المؤكد أنها تنهار إذا إنهارت المؤسسات فيها كالجيش الذى يحميها فى مواجهة الأعداء من الخارج والشرطة التى تضمن الأمن بها من الداخل والقضاء الذى يمثل القانون والجهاز الإدارى والأهم هنا فى أى دولة هو المواطن الذى هو الأساس ويجب أن يعمل الكل لخدمته ورعاية مصالحه .
أرى أن العالم الآن ينظر إلينا ليرى ماذا سنفعل ولابد أن يعمل الجميع على ظهور مصر كدولة عريقة وكبيرة بمظهر مشرف يليق بمكانتها التاريخية فهى فرصة أخرى لابد ألا نضيعا كما ضيعنا فرص كثيرة سبقتها فلا سبيل لبلادنا إلا الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمى للسلطة وأيا كانت نتيجة الديمقراطية يجب أن يتقبلها الجميع ولكن بشرط أن تنفذ بضوابطها المعروفة لا بالهوى والشكليات وفقط .
يجب أن نتعلم كيف نختلف وأن يحترم كل منا رغبة الآخر واختياراته دون تخوين أو تشكيك لأن الوطن ليس حكرا على أحد دون الآخر ، فكلنا شركاء فيه وذلك إذا كنا بالفعل نحرص على مصلحتة وليس المصالح الشخصية الضيقة ،فالوطن يحتاج منا الإخلاص وليس الشعارات الرنانة الجوفاء والصراعات التى لا تفيد إلا أفراد قلائل على حساب الوطن والمواطن.